Newsletterرسالة إخباريةEventsالأحداث
Loader

Find Us

FlipboardNabdLinkedinفايبر
Apple storeGoogle Play store
اعلان

رحلة البحث عن مصدر فيروس كورونا المستجد في غابة الغابون

عالم من معهد فيوكروز في البرازيل يأخذ عينة مسحة من خفاش تم التقاطه من الغابة.
عالم من معهد فيوكروز في البرازيل يأخذ عينة مسحة من خفاش تم التقاطه من الغابة. Copyright Silvia Izquierdo/Copyright 2020 The Associated Press. All rights reserved.
Copyright Silvia Izquierdo/Copyright 2020 The Associated Press. All rights reserved.
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

في مشهد أشبه بأفلام الخيال العلمي، يتقدم ستة رجال صعوداً بشقّ الأنفس نحو أحد الكهوف في غابة الغابون، وهم يرتدون بزّات صفراء، وقد غطوا أنفسهم من الرأس إلى أخمص القدمين، في مهمة تتمثل في البحث عن مصدر الفيروسات الناشئة.

اعلان

في مشهد أشبه بأفلام الخيال العلمي، يتقدم ستة رجال صعوداً بشقّ الأنفس نحو أحد الكهوف في غابة الغابون، وهم يرتدون بزّات صفراء، وقد غطوا أنفسهم من الرأس إلى أخمص القدمين، في مهمة تتمثل في البحث عن مصدر الفيروسات الناشئة.

قصد باحثون من مركز فرانسفيل المتعدد التخصص للبحوث الطبية، كهف زادييه، في شمال شرق الغابون، بهدف دراسة الخفافيش، التي يشتبه في كونها أصل معظم الأوبئة المنقولة إلى البشر في السنوات الأخيرة: من سارس عام 2003 إلى فيروس كورونا عام 2012، ثم إيبولا وصولاً إلى سارس-كوفيد -2، سبب جائحة كوفيد-19 التي تشل العالم اليوم.

يشق الباحثون طريقهم وسط الدبال واللحاء وأوراق النبتات التي تنضح برائحة الغابة البكر، التي يوفّر مناخها الاستوائي الحار والرطب وحيواناتها بيئة مواتية لانتشار الفيروسات، وهو ما لا يدركه سكان هذا البلد الصغير في وسط إفريقيا.

تتلاشى شيئًا فشيئًا، رائحة الأرض الرطبة وتحلّ محلّها رائحة براز الخفافيش. وهذه الرائحة الخفيفة في البداية، تتحول إلى خانقة عند الاقتراب من الموقع المقصود، ويصبح الهواء غير قابل للتنفس، فيما يحوم النحل وفراشات حول وجوه صائدي الفيروسات.

تحت بزّات الباحثين، الحرارة خانقة. العرق يتصبب على نظاراتهم. وفجأة، يظهر مدخل الكهف. يهرب سرب من الخفافيش من الثقب الأسود الهائل، محدثاً صخباً.

أوبئة تتكاثر ومخاطر على البشر

يسارع غايل ماغانغا البروفيسور إلى إصدار أوامره "أطلقوا الشبكة!". وبالفعل، تمتد الشبكة المستخدمة لالتقاط الثدييات على امتداد مدخل الكهف. وتشعر الخفافيش بوجود الزوار، فتخفف حركتها قليلاً. ولكن عندما يتقدم أحد العلماء ويضيء مصباحه، يندفع سرب من الخفافيش نحو المخرج، فتغلق المصيدة على الطيور، ويصبح بالإمكان جمع العينات المطلوبة. ويصرخ ماغانغا، وهو أستاذ وباحث في جامعة فرانسفيل، ثالث أكبر مدن الغابون: "هل هذا الخفاش ذكر أم أنثى؟ إنه صغير السن!".

يأخذ عينات من الفم والمستقيم باستخدام مسحات معقمة. تتمثل مهمة الباحثين في "تحديد مسببات الأمراض التي يمكن أن تشكل خطرًا على البشر وفهم انتقال العدوى بين الأنواع"، على ما يوضح العالِم، وهو أيضاً المدير المشارك لوحدة ظهور الأمراض الفيروسية التابعة للمركز، والتي تضم أحد مختبرَي "بي 4" في إفريقيا، وهو تصنيف دولي يسمح بالتعامل مع أخطر الفيروسات في هذه الأمكنة المغلقة بإحكام.

حذر فريق خبراء الأمم المتحدة المعني بالتنوع البيولوجي في تقرير أصدره في 29 تشرين الأول/أكتوبر الفائت، من أن الأوبئة مثل كوفيد-19ستتكاثر وتتسبب في المزيد من الوفيات، مشيراً إلى أن عالم الحيوان هو بمثابة خزان ضخم لنحو 1,7 مليون فيروس غير معروف، بينها نحو 540 ألفاً إلى 850 ألفاً "قادرة على إصابة الإنسان". علاوة على ذلك ، فإن 70 في المئة من الأمراض الجديدة (ومنها إيبولا وزيكا) ةو"كل الأوبئة المعروفة تقريباً" (الإنفلونزا، الإيدز، كوفيد -19) هي أمراض حيوانية المصدر.

"حماية الحياة البرية والطبيعة تحمي الإنسان"

تدعو بولين غرينتزينغر، وهي طبيبة بيطرية في حديقة ليكيدي الطبيعية التي تسعى إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي، بالقرب من فرانسفيل، إلى "التوقف عن التفكير في أن الإنسان في جانب، والحيوانات في جانب آخر". وتشرح أن "ما يحدث في أحدهما، فيما يتعلق بالصحة، له تأثير على الآخر". وترى أن "حماية الحياة البرية والطبيعة تحمي الإنسان".

ويلاحظ ماغانغا أن "السلوك البشري غالباً ما يكون منشأ الفيروسات"، إذ إن "الاتصال بين البشر والحيوانات يتزايد اليوم، بفعل الضغط الديموغرافي وتكثيف الزراعة أو حتى الصيد". في الغابون، ظهرت كل الإصابات بإيبولا في منطقة كهف زادييه، القريبة جداً من الحدود مع الكونغو.

وقد اكتشف باحثو مركز فرانسفيل، أن الخفافيش تحمل الفيروس في المنطقة، مما جعلهم يستنتجون أنها أصل الوباء. ويُبرز البروفيسور ماغانغا أيضاً أن عددا من فيروسات كورونا منتشر لدى هذه الخفافيش، وبعضها قريب من فيروسات كورونا البشرية.

إلا أن هذا الواقع لا يمنع سكّان القرى المحيطة من دخول الكهوف لاصطياد الخفافيش، تماماً كما يصطادون الظباء أو الغزلان أو حتى القرود. ورغم الحظر الذي فرض في نيسان/أبريل الفائت على بيع البانغولين والخفافيش في الغابون، يواصل القرويون اصطياد الحيوانات البرية لضمان لقمة عيشهم في هذه المنطقة النائية.

ويقول أريستيد رو، البالغ 43 عاماً، والذي يعيش في قرية قريبة من موقع الكهف: "في ليلة واحدة، يمكنني أن أكسب ما أكسبه في شهر" ، عارضاً على جذع مقطوع على جانب الطريق غزالاً اصطاده في الليل. أما كوفيد، فهو "لم يصل بعد إلى القرية"، على ما يجزم الصياد.

viber

أما جوست بارفيه مانغونغوي، وهو مواطن يبلغ 20 عاماً في فريق مركز فرانسفيل، فيلفت إلى أن سكان قريته "لا يؤمنون" بالفيروسات. ومن هنا تأتي أهمية "توعية هؤلاء الصيادين الذين يكسبون قوت يومهم من هذا المورد"، على ما يؤكد البروفيسور ماغانغا.

المصادر الإضافية • أ ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

فيديو.. أمهات يخسرن وظائفهن بسبب فيروس كورونا في كولومبيا

الإليزيه: صحة ماكرون تتحسن

سُجنوا بتهمة التجسس.. طهران تفرج عن ناشطين في مجال حماية الحياة البرية