وفاة "رمز عصر النفط الجديد" وزير النفط السعودي الأسبق أحمد زكي يماني

أحمد زكي يماني (الثاني على اليسار) خلال اجتماع وزراء النفط الخليجيين وممثلي الدول الغربية في العاصمة النمساوية فيينا لمناقشة رفع أسعار النفط. 1973/10/08
أحمد زكي يماني (الثاني على اليسار) خلال اجتماع وزراء النفط الخليجيين وممثلي الدول الغربية في العاصمة النمساوية فيينا لمناقشة رفع أسعار النفط. 1973/10/08 Copyright أ ب
Copyright أ ب
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

بطبعه الهادئ وبدلاته ذات النمط الغربي، ساعد أحمد زكي يماني المملكة في حضورها المهيمن داخل منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) منذ نشأتها. ولا يزال للسعودية وزنها الثقيل داخل المجموعة إلى اليوم، وتطفو قراراتها من خلال الصناعة النفطية، ما يؤثر في الأسعار بدءا من برميل النفط إلى مضخة البنزين.

اعلان

عن عمر ناهز الـ 90 عاما، توفي في لندن وزير النفط السعودي أحمد زكي يماني، الذي خدم بلاده لفترة طويلة، قاد خلالها المملكة في أزمة 1973 النفطية، وأمم شركة الطاقة الحكومية، ووجد نفسه فيما بعد رهينة لدى إيليتش راميريز سانشيز المعروف بكارلوس سنة 1975. ولم يعط التلفزيون السعودي تفاصيل بشأن أسباب الوفاة، وسوف يواري أحمد زكي يماني الثرى في مدينة مكة المكرمة.

"وجه مألوف"

بطبعه الرصين وبدلاته ذات النمط الغربي، ساعد يماني بلاده في حضورها المهيمن داخل منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) منذ نشأتها. ولا يزال للمملكة وزنها الثقيل داخل المجموعة إلى اليوم، وتطفو قراراتها من خلال الصناعة النفطية، ما يؤثر في الأسعار بدءا من برميل النفط إلى مضخة البنزين.

وكتب المؤلف الأمريكي دانيال يرغين عن يماني في كتاب "الجائزة" قائلا "أصبح يماني ممثلا، بل رمزا لعصر النفط الجديد، بالنسبة لصناعة النفط العالمية والسياسيين وكبار موظفي الخدمة المدنية، والصحافيين وللعالم بأسره".

ويضيف يرغين "أصبح وجه يماني مألوفا، بعينيه الواسعتين اللامعتين البنيتين، ولحيته المشذبة والمعقوفة قليلا، على شاكلة لحية فان دايك".

أ ب
أحمد زكي يماني خلال مؤتمر صحافي في الدوحة, 1976/12/14أ ب

سلاح النفط

أصبح يماني وزيرا للنفط سنة 1962 وظل على رأس الوزارة حتى سنة 1986. ولعب يماني دور حاسما في منظمة أوبك، فيما بدأ المنتجون في أنحاء العالم بمحاولة إملاء الأسعار على السوق العالمية، التي كانت تهيمن عليها السياسات الاقتصادية للدول الغربية.

عرف يماني بأسلوبه التفاوضي الهادئ، وهو أسلوب سيختبر مع الزمن، خلال اضطرابات سوق الطاقة العالمية، خاصة في حرب 1973 التي شنتها الجيوش العربية تقودها مصر على إسرائيل.

وعندما تحركت الولايات المتحدة في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون لدعم الدولة العبرية، خفضت الدول العربية المنتجة للنفط إمداداتها للسوق العالمية بنسبة 5 بالمئة شهريا.

وعندما واصل نيكسون دعمه، أدى القرار العربي إلى ولادة ما يعرف "بسلاح النفط"، وهو حظر شامل على الولايات المتحدة ودول أخرى، فارتفعت أسعار النفط في الولايات المتحدة بنسبة 40 بالمئة، وحصل نقص في البنزين، وامتدت الصفوف الطويلة للتزود بالوقود. وسوف تتضاعف أسعار النفط عالميا 4 مرات، وهو ما أدى إلى الثروة التي نشهدها اليوم في دول الخليج العربية.

لحظات مع التاريخ

في سنة 1975، وجد يماني نفسه في أهم لحظات التاريخ مرتين، فقد كان يقف خارج الغرفة عند اغتيال الملك فيصل في شهر آذار/مارس (على يد ابن شقيق الملك)، وفي كانون الأول/ديسمبر وجد يماني نفسه محتجزا من بين رهائن آخرين في مقرات منظمة أوبك في فيينا، في هجوم أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص واحتجاز 11 آخرين، وانتهى الهجوم بإطلاق سراح النشطاء المؤيدين للقضية الفلسطينية، وكذلك المحتجزين كرهائن.

وبعد أزمة النفط سنة 1973 أشرف يماني على تاميم شركة النفط العربية الأمريكية المعروفة اليوم باسم شركة النفط العربية السعودية (أرامكو)، المشغل الرئيسي في المملكة ومصدر إيراداتها الأول أيضا.

وفي سنة 1986 أقال الملك فهد أنذاك أحمد زكي يماني، الذي يعتقد أنه اختلف مع الملك بسبب إصراره على أن تعمل منظمة الدول المصدرة للنفط بنظام دائم لحصص الإنتاج، وعلى أن تستفيد المملكة بالحصة الأكبر من الإجمالي، وفي النهاية اختارت السعودية نهجا آخر مؤقتا.

ولد أحمد زكي يماني في مكة المكرمة سنة 1930 عندما كانت الجمال تجوب شوارع المدينة، وكان والده وجده يدرسان العلوم الدينية ويتوليان القضاء الشرعي. وقد درس أحمد في نهاية المطاف في جامعة نيويورك وهارفارد، وتزوج مرتين وعاش مع العديد من أطفاله وأحفاده.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

شاهد: تشيكي يحطم الرقم القياسي للغطس تحت الجليد

كييف تتهم موسكو أمام القضاء الأوروبي بتنفيذ "اغتيالات" بحق معارضين

"لن أخلعها من أجلهم".. منع حاخام من ارتداء "الكيباه" في السعودية يثير غضبا واسعا والمملكة توضح