أعلنت إسرائيل وحماس يوم الأربعاء عن اتفاق يسمح بإطلاق سراح ما لا يقل عن 50 رهينة وعشرات السجناء الفلسطينيين، بينما عرضوا على سكان غزة المحاصرين هدنة لمدة أربعة أيام بعد أسابيع من الحرب الشاملة.
يعتقد بعض الفلسطينيين في خان يونس، إن التهدئة المؤقتة غير كافية في ظل عدم قدرة النازحين على العودة إلى مدينة غزة وشمالي القطاع.
"نريد العودة إلى ديارنا"
ففي مقابلة مع بعض النازحين، قال أحدهم بخصوص هذه الهدنة : "إنه أمر جيد، لمصلحة الجميع، أتمنى من الله أن يبقي الأمور هادئة. ماذا يمكننا أن نفعل؟ نريد العودة إلى ديارنا. إننا ننام في الخارج ونعاني من البرد، خاصة الآن في فصل الشتاء. إننا متعبون حقاً. "
بينما تقول سلمى قاسم، وهي نازحة أيضاً من شمال قطاع غزة : "نأمل أن نعود إلى ديارنا، إلى ما كانت عليه من قبل. لكن، حتى لو عدنا، فإن منازلنا لم تعد موجودة. ليس لدينا مكان نذهب إليه. الوضع مأساوي جداً. الأطفال مرضى. لا توجد كلمات أستطيع التعبير بها".
عن أي هدنة تتحدثون ولمن؟
وعن هذا الوضع المأساوي، يقول ميسرة الصباغ بحزن بالغ: " عن أي نوع من الهدنة يتحدثون؟ هل هي للجرحى أو الشهداء أو المنازل التي دمرت؟ هدنة للسماح بدخول بعض المساعدات فقط؟ نستطيع أن ندبر أمرنا بتناول الخبز والزعتر. ما نريده حقًا ليس هدنة للمساعدات. نريد استعادة منازلنا. نريد العودة إلى شوارعنا، لتقييم منازلنا المدمرة. هذه رغبتنا وليست هدنة للسماح بدخول بعض المساعدات والمواد الغذائية".
ما الفائدة من الهدنة؟
ويعرب صدام السوافيري عن رأيه بعدم جدوى هذه الهدنة قائلاً :"ما الفائدة من الهدنة إذا لم أتمكن من العودة إلى منزلي؟ إلى الحي الذي أعيش فيه؟ إذا لم أتمكن من الاطمئنان على أطفالي ووالدي وأعمالنا ومتاجرنا؟ هذه الهدنة لا معنى لها. يجب أن تكون الهدنة شاملة، تتيح لنا العودة من الجنوب إلى مدينة غزة، لتقييم ما حدث لمنازلنا. إننا ننام في الشوارع منذ 45 يوماً. ليس لدينا أي ملاجئ ولا منازل ولا مكان نلجأ إليه. الجو بارد جداً في الليل، سأتجمد برداً حتى الموت."
إما الدكتور مؤمن الشوا وهو طبيب في مستشفى الشفاء فيقول: "الهدنة مفيدة لتسهيل إيصال المساعدات، خاصة لسكان مدينة غزة. فهم محرومون من إيصال المساعدات منذ ما يقرب من 40 يوما وليس لديهم طعام أو ماء."
وفي إحصائية غير نهائية، أعلنت وزارة الصحة، ارتفاع عدد القتلى في قطاع غزة، إلى أكثر من 13000 قتيل، بينهم نحو 5000 طفل، و3250 امرأة، و690 مسنًا، فيما بلغ عدد المصابين أكثر من 29500 مصاب، وفيما لا يزال أكثر من 4000 مواطن في عداد المفقودين، بينهم 2000 طفل.