Newsletterرسالة إخباريةEventsالأحداث
Loader

Find Us

FlipboardNabdLinkedinفايبر
Apple storeGoogle Play store
اعلان

هنري كيسنجر أو "ثعلب" واشنطن.. من هو وجه الدبلوماسية الأميركية المثير للجدل؟

هنري كيسينجر - 1972 صورة من الألاشيف
هنري كيسينجر - 1972 صورة من الألاشيف Copyright Anonymous/AP1972
Copyright Anonymous/AP1972
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

لم يترك أحدا تأثيرا كبيرا أو بصمته على السياسة الخارجية الأميركية في النصف الثاني من القرن العشرين مثل هذا المفاوض البارع، الذي كان "حساسا" بقدر ما كان "سلطويا".

اعلان

كان وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر الذي قضى الأربعاء عن عمر يناهز المئة عام، فاعلا رئيسيا في الدبلوماسية العالمية خلال الحرب الباردة، إذ يعدّ مهندس التقارب مع موسكو وبكين، لكن صورته تظل مرتبطة أيضاً بمحطات قاتمة، مثل انقلاب العام 1973 في تشيلي. 

هنري كيسنجر
هنري كيسنجرSusan Walsh/Copyright 2018 The AP. All rights reserved.

وفي مؤشر إلى الهالة والنفوذ التي يتمتع بها الرجل الذي أدار السياسة الخارجية الأميركية في عهدي الرئيسين نيكسون وفورد، كان هذا الرجل القصير القامة ذو الصوت الخشن، واللكنة الألمانية القوية، بالرغم من تقدمه في السن، حتى وقت قريب يُستشار من قبل الطبقة السياسية بأكملها ويتم استقباله من رؤساء دول ويلقي محاضرات في المؤتمرات في جميع أنحاء العالم.

وآخر مثال على ذلك، في يوليو-تموز الماضي حين التقى الرئيس الصيني شي جينبينغ في بكين، والذي وصفه بأنه "دبلوماسي أسطوري". وقد سمح كيسنجر بالتقارب في سبعينات القرن الماضي بين بكين وواشنطن.

كيسنجر مع الرئيس الصيني شي جينبينغ
كيسنجر مع الرئيس الصيني شي جينبينغJason Lee/AP

لم يترك أحدا تأثيرا كبيرا أو بصمته على السياسة الخارجية الأميركية في النصف الثاني من القرن العشرين مثل هذا المفاوض البارع، الذي كان "حساسا" بقدر ما كان "سلطويا".

"الصقر والبراغماتي"

يعتبر هنري كيسنجر صاحب نظرية "الواقعية السياسية" الأميركية و"الصقر" الحقيقي، واحدًا من تلك الشخصيات المعقدة التي تجذب الإعجاب أو الكراهية.

وكان للنازية تأثير عميق على الشاب اليهودي-الألماني هاينز ألفرد كيسنجر، المولود في الـ 27 مايو-أيار 1923 في فورث في مقاطعة بافاريا، فقد اضطر إلى اللجوء إلى الولايات المتحدة في سن الخامسة عشرة مع والده المعلم وبقية عائلته. وقد حصل على الجنسية الأميركية في سن العشرين، وانضم إلى وحدة مكافحة التجسس العسكرية بالجيش الأميركي الذي اصطحبه معه إلى أوروبا ليعمل مترجما باللغة الألمانية.

بعد الحرب العالمية الثانية، عاد لاستئناف دراسته، فالتحق بجامعة هارفارد حيث حصل على شهادة في العلاقات الدولية قبل أن يقوم بالتدريس هناك ويصبح أحد مديري الجامعة العريقة. عندما، بدأ الرئيسان الديمقراطيان جون كينيدي وليندون جونسون في استشارة هذا الأستاذ اللامع والطموح.

لكن الرجل الذي اشتهر بنظارتيه السميكتين فرض نفسه كـ "وجه رئيسي" للدبلوماسية العالمية عندما عينه الجمهوري ريتشادر نيسكون في البيت الأبيض مستشارا للأمن القومي العام 1969، ومن ثم وزيرا للخارجية وقد احتفظ بالمنصبين معا من 1973 إلى 1975. وبقي في وزارة الخارجية في عهد جيرالد فورد حتى العام 1977.

في ذلك الوقت، أطلق نظرية "الواقعية السياسة" الأميركية، فباشر مرحلة انفراج مع الاتحاد السوفييتي وإذابة الجليد في العلاقات مع الصين في عهد الزعيم الصيني ماوتسي تونغ، خلال رحلات سرية لتنظيم زيارة نيكسون التاريخية إلى بكين في العام 1972.

زيارته السرية للصين عام 1971

جهود كيسنجر وضعت حدا لعزلة العملاق الآسيوي، وساهمت في صعود بكين على الساحة الدولية. 

سافر هنري كيسنجر سرا إلى الصين في يوليو-تموز 1971 لإقامة علاقات مع الدولة التي كانت علاقاتها مع الاتحاد السوفييتي متوترة بشكل خاص في ذلك الوقت. وهي الرحلة، التي مهدت الطريق لزيارة الرئيس ريتشارد نيكسون التاريخية إلى بكين عام 1972.

وفي علامة على أن المبادرة كان لها تأثير دائم على البلاد، تم الترحيب بذكرى الرئيس السابق للدبلوماسية الأمريكية على شاشة التلفزيون الرسمي الصيني وفي تقرير طويل بثته القناة هذا الخميس، سلطت الضوء على "مساهمته التاريخية في فتح الباب أمام العلاقات الصينية الأمريكية". وأكدت القناة أن هنري كيسنجر كان "شاهدا مهما" على "تطور العلاقات بين البلدين" وكان "يتمتع بعلاقات عميقة" مع الصين، تجسدت في "اجتماعاته العديدة مع القادة الصينيين".

الإنفراج بين واشنطن وموسكو.. وأول اتفاق للحد من الأسلحة النووية

كيسنجر الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي ووزير الخارجية من العام 1973 إلى العام 1975، ترك بصمته على القرن العشرين، خاصة أثناء فترة الحرب الباردة، فلقد حقق على وجه التحديد سياسة الانفراج بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي وأعاد إطلاق المفاوضات لخفض ترساناتهما النووية.

هنري كيسنجرعند وصوله في 23 أكتوبر-تشرين الأول 1974 إلى موسكو مع وزير الخارجية السوفييتي أندريه غروميكو
هنري كيسنجرعند وصوله في 23 أكتوبر-تشرين الأول 1974 إلى موسكو مع وزير الخارجية السوفييتي أندريه غروميكوBoris Yurchenko/Copyright 2023 The AP. All rights reserved.

وأساهمت هذه المحادثات في إبرام أول اتفاقية للحد من الأسلحة النووية "سالت 1" بين القوتين، والتي تمّ التوقيع عليها في مايو-أيار لعام 1972. "إن أفضل ما يميزها هو غموضها المناهض للشيوعية، فهي تترك العالم يرتاح مع الاتحاد السوفييتي والصين الشيوعية"، حسب تعليق يومية "ليزيكو" الاقتصادية الفرنسية.

كما قاد كيسنجر أيضا، وفي سرية تامة وبالتوازي مع قصف الجيش الأميركي لهانوي، المفاوضات مع لي دوك ثو لإنهاء حرب فيتنام.

جائزة نوبل مثيرة للجدل

حاز كيسنجر في العام 1973 على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع لي دوك ثو بعد التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار، ولكن الفيتنامي رفض الجائزة التي اعتبرت الأكثر إثارة للجدل في تاريخ جوائز نوبل.

كيسنجر مع لي دوك ثو
كيسنجر مع لي دوك ثوMichel Lipchitz/1973 AP

وعلى العكس من ذلك، طالب منتقدو كيسنجر لفترة طويلة بمحاكمته بتهمة ارتكاب جرائم حرب. ونددوا بالجانب القاتم والأكثر إثارة للجدل والأقل انفتاحاً في سياسته الخارجية، وعلى وجه الخصوص ضلوعه في القصف المكثف على كمبوديا وكذا دعمه للرئيس الإندونيسي سوهارتو الذي أدى غزوه لتيمور الشرقية إلى مقتل 200 ألف شخص في العام 1975.

لقد تساءلت صحيفة لوموند: "هل سيظل من الممكن في المستقبل منح جائزة نوبل للسلام دون التسبب في هز الأكتاف؟ مسخرة هذا الإختيار تدعونا إلى طرح السؤال أو إعادة تعريف كلمة السلام، فهي مهددة كغيرها من المفاهيم النبيلة، بالمصالح السياسية والأكاذيب الرسمية".

اعلان

اقترح هنري كيسنجر عام 1975 إعادة الجائزة. ولكن مؤسسة نوبل رفضت اقتراحه، "لا تسمح قوانين المؤسسة بإعادة الجائزة ولا يوجد ما يسمح بإلغاء جائزة مُنحت بالفعل"، بحسب إذاعة فرنسا الثقافية وهذا ما يجعل جائزة نوبل للسلام لعام 1973 واحدة من أكثر الجوائز إثارة للجدل في التاريخ.

دعم الانقلاب في تشيلي عام 1973

إن الدور الذي لعبته وكالة الاستخبارات المركزية في أميركا اللاتينية، وغالبا ما كان ذلك تحت قيادته المباشرة، من المسائل التي شوهت صورة كيسنجر، بدءاً بالانقلاب الذي وقع في تشيلي العام 1973 وأوصل أوغستو بينوشي إلى السلطة بعد وفاة سلفادور أليندي. فعلى مر السنين، كشفت الوثائق الأرشيفية معالم ومدى اتساع "خطة كوندور" للقضاء على معارضي الديكتاتوريات في أميركا الجنوبية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.

نظم بينوشي، بدعم من وكالة الاستخبارات المركزية، انقلابًا عسكريًا في تشيلي في الـ 11 سبتمبر-أيلول 1973 ضد الاشتراكي سلفادور أليندي، الذي تم انتخابه ديمقراطيًا قبل ذلك بثلاث سنوات.

لماذا دعمت واشنطن مؤامرة الإطاحة بنظام سلفادور أليندي؟

نظرت واشنطن إلى "الاشتراكي" على أنه تهديد لمصالحها وصديقًا لموسكو حسبما أكدته الإذاعة العامة الأمريكية "إن بي آر" في سبتمبر-أيلول 2023، وكان هنري كيسنجر "بكل إخلاص" مع بينوشي، كما كتبت يومية "الباييس" الإسبانية في العام 2005، بناءً على وثائق يعود تاريخها إلى العام 1976. وسرعان ما تحول حكم أوغستو بينوشي بعيْد الانقلاب إلى دكتاتورية عسكرية.

اعلان

رغم هذه الفصول القاتمة في مسيرة كيسنجر، فقد حافظ مؤلف كتاب "النظام العالمي" عام 2014، على قدرته على التأثير، ففي يناير-كانون الثاني لعام 2023، دعا إلى مواصلة دعم أوكرانيا، التي يجب، على حدّ قوله أن تنضم إلى حلف شمال الأطلسي.

أشهر 10 جمل لهنري كيسنجر

1. "لا يمكن أن تكون هناك أزمة عالمية في الأسبوع المقبل. جدول أعمالي ممتلئ بالفعل" (1969).

2. "المثقفون ساخرون، والمتشائمون لم يبنوا في حياتهم كاتدرائية" (1971).

3. "الأشياء غير القانونية، نقوم بها على الفور. قد تجرّنا الأمور غير الدستورية لفترة أطول قليلاً" (1973).

4. "نادراً ما تكون الحقائق نفسها واضحة، على الأقل في مجال السياسة الخارجية. يعتمد معناها وتحليلها وتفسيرها على السياق" (2014).

اعلان

5. "خضنا حربًا عسكرية، وخاض خصومنا حربًا سياسية. لقد سعينا إلى إبادتهم جسديًا، وكان خصومنا يهدفون إلى إنهاكنا نفسيا. ومن خلال القيام بذلك، فقدنا رؤية أحد المبادئ الأساسية لحرب العصابات: حرب العصابات تفوز إذا لم تخسر. الجيش التقليدي يخسر إذا لم ينتصر. استخدم الفيتناميون الشماليون قواتهم المسلحة مثلما يستخدم مصارع الثيران عباءته، لإبقائنا في المناطق ذات الأهمية السياسية الهامشية. وهكذا خسرنا" (1969).

6. "لولا حادث ولادتي، ربما كنت سأصبح معاديًا للسامية" (1975).

7. "إذا كنت تعتقد أن النية الحقيقية للطرف الآخر في المناقشات هي قتلك، فليس من غير المعقول أن تعتقد أنهم يكذبون عليك للمضي قدمًا" (1988).

8. "غياب أي بديل يوضح التأمل بشكل رائع" (1978).

9. "من الخطأ الاعتقاد بأن الدبلوماسية قادرة دائمًا على حل النزاعات الدولية طالما أن هناك حسن نية أو استعداد للتوصل إلى اتفاق. وفي الواقع، في العلاقات الدولية، ستبدو كل قوة لخصومها وكأنها تفتقر إلى هذه الصفات على وجه التحديد" (1971).

اعلان

10. "السلطة هي أعظم مثير للشهوة الجنسية" (1971).

المصادر الإضافية • وكالات

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

منذ أكثر من شهر.. عائلة رئيس النيجر المخلوع تؤكد انقطاع الاتصال معه

شاهد: أمل مطعّم بالخوف في غزة.. والأهالي يواجهون شبح استئناف الحرب من جديد

بيلوسي للطلبة المتظاهرين: انتقدوا إسرائيل كما شئتم لكن لا تنسوا حماس