بعد وفاته سنة 1955، قام طبيب شرعي يُدعى توماس هارفي بتشريح جثة آينشتاين لتحديد سبب الوفاة، لكنه تعدى مهمته وفتح الجمجمة وأخذ الدماغ.
في دراسة حديثة نُشرت في مجلة Cell، طرح باحثون صينيون تقنية جديدة تهدف إلى دراسة أدمغة العباقرة وتحليلها للاستفادة من خصائصها لأطول فترة ممكنة، وذلك من خلال رسم خرائط دقيقة للـ RNA (الحمض النووي الريبي) الموجود في أدمغة هؤلاء المفكرين.
ما هو الـ RNA؟
يُعد الـRNA عنصرًا أساسيًا في الخلية، إذ يقوم بدور الوسيط الذي ينقل التعليمات الوراثية من DNA (الحمض النووي) إلى خلايا الجسم، ما يجعله مفتاحًا لفهم العمليات الحيوية على المستوى المجهري، وكيفية عمل الدماغ.
ويقول لي يونغ، الباحث في مركز BGI-Research وأحد مؤلفي الدراسة: "إذا حالفنا الحظ وتمكنا من الحصول على دماغ أينشتاين، يمكننا تجربة هذه التقنية عليه."
قصة دماغ آينشتاين
بعد وفاته سنة 1955، قام طبيب شرعي يُدعى توماس هارفي بتشريح جثة آلبرت أينشتاين لتحديد سبب الوفاة، لكنه تعدى مهمته وفتح الجمجمة وأخذ الدماغ.
احتفظ توماس هارفي بدماغ العالم الفيزيائي لنفسه، ويُقال إن ذلك كان لأغراض بحثية، بينما يرى آخرون أن الدافع كان شخصيًا. لكن المؤكد أن دماغ العبقري ظل مفقودًا لما يقارب 25 عامًا، إلى أن كشف صحفي القصة لاحقًا.
وكان هارفي قد أطلع الصحفي على ما تبقى من الدماغ، الذي كان محفوظًا في برطمانات زجاجية داخل مبرد بيرة، بينما وُزّعت أجزاء أخرى منه على علماء آخرين، بعضُها ثُبّت على شرائح ميكروسكوبية.
وبحسب التقارير، جرى تقطيع دماغ أينشتاين إلى نحو 240 قطعة صغيرة.
اليوم، يعوّل الباحثون على إمكانية الاستفادة من إحدى هذه العينات، لاختبار التقنية الجديدة عليها، لكن الأمر دونه عقبات. فعند وفاة أينشتاين لم تكن تقنيات الحفظ بالتجميد متطورة كما هي الآن، ما يجعل من الصعب التنبؤ بمدى صلاحية العينات للتحليل.
وعن ذلك يقول لي يونغ: "إذا كانت العينات قد تدهورت بشكل كبير، فلن نتمكن من دراستها بفعالية".
ويؤكد المؤلف المشارك لياو شا الفكرة ذاتها، مشيرًا إلى أن نجاح هذه المحاولات يعتمد كليًا على جودة العينات المتبقية.