Euroviews. النقاش: غربلة أم نحت للحقائق؟

النقاش: غربلة أم نحت للحقائق؟
Copyright geralt / 19637 images
Copyright geralt / 19637 images
بقلم:  د محمد غاني
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر يورونيوز

النقاش: غربلة أم نحت للحقائق؟

د محمد غاني، كاتب- المغرب

اعلان

اذا كانت الحقيقة واحدة، وكانت وجوه نظرنا اليها تتعدد باختلاف زوايا النظر التي ننطلق منها، فان المثل الايطالي المعروف "النقاش منخل الحقيقة": بمعنى انه آلية يستخدمها المفكرون لاستبيان الصادق من الاقوال من الكاذب منها، سيصبح محل نظر.

لا شك ان المحاورات الجادة هي فعلا غربال للحقائق، لكنها في نفس الآن تقوم بنحت هاته الحقائق لتتبدى في احسن حلة، و أوجه مظهر و من ثم الخروج باحسن القرارات، و ذلك لا يحدث طبعا الا بعد تقليب الموضوع عدة مرات من مناحي مختلفة حتى تتضح الرؤية و يعرج الرائي من فوق الموضوع بفكره فينكشف له الموضوع باديا مترائيا.

اذا كان النقاش جادا فلابد من ليس منه بد ان يخرج بنتائج، لكنه في بعض الاحيان يطول بسبب دخول بعض اصحاب الاديولوجيات و الخلفيات المسبقة فيخرجونه من جديته و بالتالي يضحى نقاشا فارغا من محتواه و اهدافه فيغدو حوارا لا طائلة منه.

اجمل ما في النقاش و المحاورات الهادئة الرصينة انه ينحت الفكرة التي تتبناها بحيث تظهر لك جديدة بعد خضوعها لآلية النقاش فتبدو لك في حلة جديدة، قد يصعب عليك في بعض الاحيان تقبل ان تلك الفكرة انما في البداية كانت لك و هي من بنات افكارك و هو ما يعبر عنه الكاتب الفرنسي الشهير انديه موروا بقوله " أصعب ما في النقاش ليس الدفاع عن وجهة نظرك، بل معرفتها"

لا يخوض في النقاش دوما من هما متعارضان في وجهات النظر، فكم من محاضرة طريفة انتهت بمداخلات للحاضرين اما متممة لبعض افكار المحاضر او مؤيدة أو مصوبة لبعضها، لذلك يعبر الكاتب الاسباني بالتسار جراثيان المعروف بالنثر الفلسفي و التعليمي عن نفس الفكرة مبدعا " اذا كان الشخص المقابل قد اتخذ الجانب الصحيح من النقاش فلا تتخذ الجانب الخاطئ".

و لتقليب زاوية النظر لنبصر و نحلل اكثر في موضوع النقاش لا ينبغي ان ننسى رؤية الفيلسوف شهير ألبير كامو الذي خلد قولة رائعة في الموضوع تنبه الى ان آلية النقاش ينبغي ان تستخدم لقياس مدى موسوعية الرجال في الرؤى و الافكار " يقاس العقل بالنقاش ، وتقاس المحبة بالمواقف".

حين نتابع محاورة تلفزية او نقاشا فكريا محتدما خلال مؤتمر فكري ما، فان الغالب اننا نستفيد من كلا الطرفين المتناقشين او من كل المتناقشين انك انو اكثر من اثنين، فانه لا شك ان كلام كل منهم يحتوي على درر و نفائس و ان كان احدهم اكثر اقناعا و اجسر تعبيرا، و ان دل هذا على شيء فانما يدل على ان النقاش لا ينبغي ان ينتهي بفوز احد الاطراف و انما كما قال الفيلسوف الفرنسي جوزيف جوبرت " الغرض من النقاش أو الجدال لا يجب أن يكون الفوز بل التقدم.

للكاتب

رأي: ضرورة التحدث حول ما لا نعرفه

وسط عالم مفرط التنافسية

هربا من دكتاتورية الانترنت

عندما تلوث الدعاية ثقافتنا

لنجعل عقولنا أكثر مرونة، نكن أكثر ابداعا

نحو بث الروح في حضارتنا المعاصرة

أن تكون مبدعا.. لا أن تكون الأول

لنضبط العقل على الموجة التي نريد

بيولوجيا الذاكرة...

د محمد غاني، كاتب –المغرب.

المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر يورونيوز

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

ماكرون يراسل شعبه ويدعوه الى نقاش وطني كبير لحل أزمة "السترات الصفراء"

فيسبوك يعلن عن تنظيم مناقشات عامة حول مستقبل التكنولوجيا

شاهد: نقاش برلماني من نوع خاص في ألبانيا.. نائب معارض يرشق رئيس الوزراء بالبيض