Newsletter الرسالة الإخبارية Events الأحداث البودكاست فيديو Africanews
Loader
ابحثوا عنا
اعلان

غوتيريش يدق ناقوس الخطر من قمة "كوب 30": الفشل في كبح الاحترار «خطيئة أخلاقية» تهدد بدمار شامل

يتحدث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال جلسة عامة في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP30، في بيليم، البرازيل، الخميس 6 نوفمبر 2025.
يتحدث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال جلسة عامة في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP30، في بيليم، البرازيل، الخميس 6 نوفمبر 2025. حقوق النشر  Eraldo Peres/Copyright 2025 The AP. All rights reserved.
حقوق النشر Eraldo Peres/Copyright 2025 The AP. All rights reserved.
بقلم: يورنيوز
نشرت في
شارك محادثة
شارك Close Button

قال غوتيريش إنّ حتى تجاوزاً مؤقتاً لحد 1.5 درجة مئوية «قد يطلق العنان لدمار واسع وتكاليف هائلة تمس كل الدول».

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن فشل الدول في منع ارتفاع حرارة الأرض بأكثر من 1.5 درجة مئوية يُعد تقصيراً أخلاقياً خطيراً، لأن تجاهل الأزمة المناخية يعني التسبب في معاناة وموت ملايين البشر حول العالم.

وجاءت تصريحاته خلال افتتاح قمة المناخ “كوب 30” المنعقدة في مدينة بيليم البرازيلية، حيث شدد على أن الوقت يوشك على النفاد لإنقاذ كوكب الأرض من آثار التغير المناخي الكارثية.

تحذير من عواقب كارثية لتجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية

وقال غوتيريش إنّ حتى تجاوزاً مؤقتاً لحد 1.5 درجة مئوية «قد يطلق العنان لدمار واسع وتكاليف هائلة تمس كل الدول»، مشيراً إلى أن ذلك قد يدفع النظم البيئية نحو نقاط تحوّل لا رجعة فيها، ويعرّض مليارات البشر لظروف معيشية غير صالحة، ويزيد من التهديدات للسلم والأمن الدوليين.

وأضاف أن كل جزء من الدرجة الزائدة يعني «مزيداً من الجوع، والنزوح، والمعاناة الاقتصادية، وفقدان الأرواح والنظم البيئية»، مؤكداً أن الدول النامية، التي ساهمت بأقل قدر في أزمة المناخ، هي الأكثر تضرراً، واعتبر أن ذلك يمثل «فشلاً أخلاقياً» من جانب الدول الغنية، وليس تضامناً.

شركات الوقود الأحفوري في مرمى الانتقادات

وجّه غوتيريش انتقادات حادة إلى شركات النفط والغاز والفحم، متهماً إياها بـ«تضليل الرأي العام وعرقلة التقدم المناخي»، وقال إن هذه الشركات «تحظى بدعم مالي وسياسي ضخم» وتستخدمه بما يضر مصالح البشرية جمعاء.

وأضاف: «إنفاق المليارات على جماعات الضغط وخداع الناس وعرقلة التقدّم ليس فقط قصير النظر، بل هو تدمير ذاتي. المراهنة على الوقود الأحفوري هي رهان ضد الإنسانية وضد اقتصاداتكم نفسها».

وحذّر من أن كل دولار يُنفق لدعم الوقود الأحفوري هو دولار «يُسحب من صحتنا ومستقبلنا المشترك».

تقدّم محدود ومخاوف من تباطؤ الجهود

وأشار الأمين العام إلى تحقيق بعض التقدم في الخطط الوطنية للحد من الانبعاثات، لكنه شدد على أن وتيرة التنفيذ لا تزال بطيئة للغاية، وإذا ما نُفذت التعهدات الحالية بالكامل، فإن العالم سيظل على مسار يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 2.3 درجة مئوية، وهو ما يبقي الكوكب في «منطقة الخطر».

ورغم هذه المخاطر، اعتبر غوتيريش أن الوضع اليوم أفضل مما كان قبل عقدين، بفضل اتفاق باريس للمناخ عام 2015، والثورة المتسارعة في مجال الطاقة النظيفة. لكنه حذّر في المقابل من تراجع عدد من القوى الكبرى عن التزاماتها المناخية مع صعود التيارات اليمينية القومية، خصوصاً في الولايات المتحدة.

تمويل المناخ.. التزامات بعيدة عن الواقع

وفي ظل تصاعد الكوارث المناخية حول العالم، جددت دول الجنوب العالمي مطالبها من الدول الصناعية الغنية بتوفير دعم مالي لمساعدتها على التكيّف مع الظواهر المناخية المتطرفة، وتمويل التحول نحو الطاقة النظيفة.

لكن الالتزامات المالية، وفق غوتيريش، ما تزال بعيدة جداً عن مبلغ 1.3 تريليون دولار سنوياً الذي تم الاتفاق عليه في مؤتمر “كوب 29” في باكو. ودعا الأمين العام الدول المتقدمة إلى تقديم خطة واضحة للوصول إلى هذا الهدف.

بريطانيا: العمل المناخي "فرصة رابحة للجميع"

وفي السياق نفسه، من المتوقع أن يعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أمام القمة أن بلاده «منخرطة بالكامل» في مواجهة أزمة المناخ، لأنها تمثل «فرصة رابحة للجميع»، سواء عبر خفض فواتير الطاقة أو خلق وظائف جديدة، مشيراً إلى أن الخطط البيئية قد تدر على الاقتصاد البريطاني تريليون جنيه إسترليني خلال خمس سنوات.

وسيوجّه ستارمر انتقاداً مبطناً لشخصيات مثل بيل غيتس وتوني بلير، اللذين دعيا إلى إبطاء وتيرة العمل المناخي، قائلاً:

«هل يمكن لأمن الطاقة أن ينتظر؟ هل يمكن لدافعي الفواتير أن ينتظروا؟ وهل يمكننا الفوز بسباق الوظائف الخضراء إذا تباطأنا؟ بالطبع لا».

وأضاف: «لا يمكنك حماية الوظائف والمجتمعات بالتمسك بالوضع القائم، ولا مواجهة تحدٍ مثل التغير المناخي بالبقاء مكانك. بل بالتحرك معاً واحتضان التغيير واغتنام الفرص».

تأتي قمة “كوب 30” في وقتٍ يواجه فيه العالم أزمات جيوسياسية متصاعدة، من حروب وصراعات، ما يصرف انتباه العديد من الدول عن التحديات المناخية. ومع ذلك، يحذر المراقبون من أنّ تجاهل هذه الأزمة العالمية لن يؤدي إلا إلى تفاقم الفوضى البيئية والاقتصادية في السنوات المقبلة.

قادة العالم يجتمعون في بيليم البرازيلية

يجتمع قادة العالم في مدينة بيليم البرازيلية، في قلب غابة الأمازون، لمحاولة زيادة الجهود العالمية ضد تغير المناخ بعد مرور عشر سنوات على اتفاق باريس، ضمن القمة التحضيرية لمؤتمر الأمم المتحدة الثلاثين للمناخ "COP30"، المقرر بين 10 و21 نوفمبر الجاري.

وتشارك في القمة 170 دولة، بينما يغيب معظم قادة مجموعة العشرين، ويُمثل الجانب الأوروبي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إضافة إلى الأمير وليام، بهدف خفض انبعاثات الميثان وتحقيق أهداف التحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري.

وفي المقابل، غابت الولايات المتحدة، حيث وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب علم المناخ بأنه "خدعة".

انتقل إلى اختصارات الوصول
شارك محادثة