تجدد الاحتجاجات في البصرة والمحتجون يطالبون بالقضاء على الفساد

تجددت حركة الاحتجاجات في مدينة البصرة جنوب العراق وتصاعدت معها حدة التوتر بين المحتجين والقوات الأمنية إلى حد المواجهات المسلحة، بعد أن أقدمت قوات الجيش وقوات التدخل السريع على استخدام الرصاص الحي وإلقاء القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين؛ ما أدى إلى إصابات عديدة في صفوف المحتجين.
وهدد المحتجون باقتحام حقل نفطي، إذا لم تلبِ السلطات العراقية مطالبهم بتحسين الخدمات الأساسية وتوفير المياه الصالحة للشرب. مصالح الأمن ذكرت أنّ 150 متظاهرا تجمعوا أمام مدخل حقل النفط نهر بن عمر، وسط تصاعد الغضب الشعبي، من الخدمات السيئة وتفشي الفساد. كما تجمع محتجون آخرون في طريق شرقي البصرة يؤدي إلى الحدود مع إيران، وحاولوا منع الشاحنات من التحرك عبر الحدود.
ورشق مئات المحتجين المباني الحكومية في المدينة وحاولوا اقتحامها مطالبين بتحسين خدمات مياه الشرب التي يصفها السكان بأنها غير صالحة لملوحتها الزائدة.
وفي نفس السياق أرسلت عشائر البصرة برسالة لقائد عمليات المحافظة، أفادت بحمل السلاح والمقاومة إذا استمرت القوات الأمنية في استعمال القوة المفرطة مع المتظاهرين. وكانت ناحية كرمة على والحيانية وخمس ميل شمالي محافظة البصرة، الأسوأ من بين بقية مناطق البصرة؛ إذ رفع أهالي هذه المناطق السلاح؛ ما أدى إلى انسحاب الجيش من هذه المناطق.
للمزيد:
**مقتل متظاهرين مع تصاعد الاحتجاجات في جنوب العراق
**
هروات وخراطيم مطاطية لتفريق المحتجين على تدهور الخدمات في البصرة
وأشارت مصادر إعلامية إلى أنّ قائد عمليات البصرة، أهمل جميع النداءات والرسائل حيث بعث ببرقية عاجلة لبغداد، طالب فيها بإرسال قوات إضافية لفرض الأمن في المحافظة، وهو ما قد يؤدي إلى تأزم الوضع في الأيام المقبلة.
وتشهد المحافظة منذ حوالي 4 ليالٍ، حرق إطارات السيارات في الشوارع ونصب خيم الاعتصام في مناطق مختلفة، وكان أبرز المظاهر التي قام بها المحتجون دخولهم إلى مبنى مجلس المحافظة.
وكانت محافظة البصرة قد شهدت الأسبوع الماضي تسمم أكثر من 20 ألف مواطن إثر تلوث المياه، وارتفاع الملوحة لمياه الإسالة، بحسب مفوضية حقوق الإنسان في العراق.
ونشرت السلطات العراقية قواتها الأمنية والاستخبارية في شوارع المحافظة وأحيائها وإلى الطرق المؤدية للمنشآت النفطية التي تديرها شركات نفطية من جنسيات أميركية وروسية وبريطانية وإيطالية وصينية وماليزية وجنسيات أخرى عديدة خوفا من موجات المتظاهرين الذين ينتشرون في الشوارع للضغط على الحكومة لتنفيذ مطالبهم. ويقود المظاهرات شباب وزعماء العشائر والمثقفين وفئات أخرى من المجتمع العراقي.