كشف بحث جديد أن الضعف الذي يُصيب الخلايا المناعية في مواجهة الأورام السرطانية يرتبط بخلل يلحق بمكوّنات أساسية داخل الخلية، أبرزها الميتوكوندريا والتيلوميرات، ما ساهم في ابتكار مضاد للأكسدة قد يعيد تنشيط الخلايا المنهكة.
تشير دراسة نشرتها مجلة Immunity وأجراها باحثون من جامعة بيتسبرغ إلى أن الأورام تُشكّل بيئة خانقة للخلايا المناعية: مستويات أوكسجين منخفضة، حموضة مرتفعة وضغوط أخرى تنهك الميتوكوندريا، مصانع الطاقة في الخلية، فتؤدي إلى إنهاك الخلايا التائية (T cells).
وأظهرت التجارب على الفئران أن الميتوكوندريا تُنتج جزيئات أوكسجين تفاعلية (ROS) تنتقل إلى النواة وتلحق الضرر بالتيلوميرات، ما يضع الخلايا في حالة خلل وظيفي.
وقد توصّل الباحثون إلى نتيجة لافتة: أيًّا كان مصدر الضرر، النتيجة واحدة، خلايا تائية مختلة وظيفيًا. وتبيّن أن هناك تواصل بين محرك الخلية "الميتوكوندريا" ونواتها، وهو جانب لم يتمّ الالتفات إليه بشكل كافٍ في جهاز المناعة.
نحو علاجات أكثر فاعلية
المؤلفة الرئيسية ديانا ريفادينيرا، أستاذة مساعدة في قسم علم المناعة بمركز UPMC هيلمان للسرطان، أوضحت أن "العمل على تجنّب الضرر الذي يلحق بالتيلوميرات بواسطة مضاد أكسدة موجَّه يمكن أن ينقذ وظيفة الخلايا التائية"، مؤكدة أن هذا يفتح الباب أمام ابتكارات علاجية جديدة.
تكشف الدراسة أن التيلوميرات المتضررة تبعث بدورها إشارات عكسية إلى الميتوكوندريا لتفعيل استجابة تُدخل الخلية في حالة إنهاك. وبما أن جزيئات الأوكسجين التفاعلية هي المسؤولة عن الخلل، افترض الباحثون أن مضادات الأكسدة يمكن أن تستعيد وظيفة الخلايا التائية.
ولتجربة ذلك، قاموا بربط بروتين مضاد للأكسدة ببروتين موجود في التيلوميرات داخل خلايا تائية مأخوذة من فئران، ثم حقنوها في فئران مصابة بالميلانوما العدواني. النتيجة كانت أورامًا أصغر ومعدلات بقاء أعلى مقارنة بفئران حُقنت بخلايا تائية عادية.
ويرى الباحثون أن هذا النهج يمكن دمجه في علاجات CAR-T التي تُهندس الخلايا التائية وراثيًا لمهاجمة السرطان. ويعمل الفريق حاليًا على تطوير نسخة موجّهة للتيلوميرات من هذا النهج لتعديل الخلايا التائية البشرية تمهيدًا لتجارب سريرية مستقبلية.