إلى جانب ثقافة القهوة المتجذرة في قطر، يمرّ المطبخ القطري بمرحلة من الازدهار، ويعود ذلك لأسباب تاريخية وأيضاً لأسباب حالياً أبرزها التنوع الغني لشرائح المجتمع القطري، خصوصاً لناحية المهاجرين، حيث يعيش في البلاد نحو 2.3 ملايين منهم.
في هذه الحلقة من Qatar 365 تكتشف يورونيوز المائدة القطرية وكيف استخدمت البلاد التوابل والمكونات من جميع أنحاء العالم لجعل مطبخها فريداً من نوعه.
اعلانفي قلب الصحراء، إن رشفة من القهوة العربية مُرحب بها دائماً، كما أنها إشارة إلى الضيافة الحسنة. ولكن في محمية بروق غرب البلاد، القهوة مختلفة من حيث اللون والمذاق. يتم خلط البن التي جيء به من اليمن المجاور برشة من التوابل الهندية. وبعكس القهوة التقليدية، يبدو لون القهون في بروق مائلاً إلى الصفار، وله مذاق الكريمة المخلوطة بالقليل من البهارات.
يقول المتهعد القطري خالد الريس "إن النكهات الأساسية في القهوة تأتي من التوابل التي تتم إضافتها إليها. هناك الهال الشهير، وأيضاً التوابل التي تثريها والكافيين".
إلى جانب ثقافة القهوة المتجذرة في قطر، يمرّ المطبخ القطري بمرحلة من الازدهار، ويعود ذلك لأسباب تاريخية وأيضاً لأسباب حالياً أبرزها التنوع الغني لشرائح المجتمع القطري، خصوصاً لناحية المهاجرين، حيث يعيش في البلاد نحو 2.3 ملايين منهم.
قطر أيضاً لديها قائمة طويلة بالأطباق التقليدية التي تأثرت بالدول المحيطة بها عبر الأزمنة.
وتقول رندة الشيخ، وهي مدونة طعام [Food Blogger] لبنانية تعيش في الدوحة "إن الجزيرة لم تكن قادرة على الاكتفاء ذاتياً في الماضي كونها تقع في وسط الصحراء، ولذا اعتاد أهلها على استيراد المكونات من الخارج ما ساهم بشكل كبير بتحديد هوية المطبخ القطري".
ما هي أكثر الأطباق التقليدية شهرة في قطر؟
ربما يكون المجبوس والصالونة والمضروبة والهريس أحد أبرز الأكلات التقليدية في قطر. وهذه الأطباق موجودة في دول خليجية وعربية أخرى، ولكن كلّ شعب يضيف لمسة خاصة إليها. فالمجبوس مثلاً يمثل الطبق الوطني في قطر والإمارات والبحرين والكويت.
ويمكن تحضير المجبوس بالدجاج أو الأسماك أو اللحوم الحمراء التي تنقع بخليط من التوابل مثل الزنجبيل والبهارات والثوم قبل شوائها وتقديمها غالباً مع الأرز.
وتعطي الشيخ أمثلة على الاستيراد وعلاقة المطبخ القطري بالخارج فتقول إنه على مدى قرون استورد القطريون الكركم والبهار الأسود واليانسون النجمي من الهند وماء الورد من إيران، والثوم والكمون من الشرق الأدنى، والليمون المجفف الأسود وغيره من الفاكهة المجففة من سلطنة عمان جنوباً.
وإضافة إلى كل ذلك، وعلى الرغم من المبادرات الإنتاجية مؤخراً، لا تزال قطر تستورد حالياً نسبة كبيرة جداً من المكونات الخام من أرز ودجاج ولحوم، من عدّة دول حول العالم.
ولذا ليس من المستغرب أن تنظم البلاد سنوياً معرض الصيف التجاري في كتارا، وهو نشاط يشارك فيه مئات التجار من العالم، ممن يبيعون أفخر منتجات بلادهم. يونس غلاب أحد أشهر خلاّطي التوابل في اليمن وهو يشارك في المعرض سنوياً ليبيع ما لديه، إضافة إلى أنواع شهيرة ومرغوبة من العسل [عسل السدر وعسل السمر] غير المتوفرة في كلّ مكان.
أطباق تقليدية ولكن.. محدّثة
عندما بدأت الشيف نور المزروعي العمل في هذا المجال، كانت تعاني من حساسية من بعض المكونات. وعليه، عملت على تطوير مطبخها وتحديث بعض الأكلات التقليدية قناعة منها بأن الإنسان يجب ألا يحرم نفسه من طبق شهي، مثل المجبوس على سبيل المثال.
فالمجبوس الذي يتم طهيه عادة باللحوم يمكن أن يحضر أيضاً للنباتيين وهذا قد يعطي فرصة، بحسب المزروعي، للناس بتجريب أشياء جديدة وبإظهار إبداعهم وقدرات الطهي لديهم.
وتشرح المزروعي أن الطبق في الحقيقة لا يمتلك وصفة يجب اتباعها بطريقة حرفية، فبعض الأشخاص يضيفون الطماطم أو البصل والبعض الآخر يحبه بكمية أكبر من التوابل، وهي تضيف أن المجبوس "يشبه ورشة حرة يمكن للإنسان التجريب فيها بحسب ذائقته".